التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله يوم الأربعاء لمناقشة الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، بما في ذلك حكم ما بعد الحرب في القطاع والدور الذي قد تلعبه السلطة الفلسطينية في إدارته.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر في بيان نقلته وكالة فرانس برس، إن بلينكن أكد خلال اللقاء دعم واشنطن لـ”خطوات ملموسة” لإقامة دولة فلسطينية تقف إلى جانب إسرائيل “تعيش في سلام وأمن”.
وناقش المسؤولان أيضًا الجهود المبذولة لإنهاء الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة وسبل ضمان الدخول الآمن وغير المنقطع للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وردا على التصريحات الأخيرة لبعض السياسيين الإسرائيليين التي تشجع على الهجرة القسرية للفلسطينيين من غزة، قال عباس: “لن نسمح بحدوث ذلك”، بحسب وفا.
وأكد القيادي الفلسطيني أن قطاع غزة “جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية”، مضيفا أنه “لا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال لفصله، أو اقتطاع أي جزء منه”. “
وسافر بلينكن إلى رام الله قادما من تل أبيب، حيث التقى بمسؤولين إسرائيليين يوم الثلاثاء.
وبدأ كبير الدبلوماسيين الأمريكيين جولة الأسبوع الماضي شملت المملكة العربية السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا وإسرائيل. تعد هذه زيارته الرابعة للمنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر.
وفي حديثه للصحفيين في تل أبيب يوم الثلاثاء، قال بلينكن إنه ناقش خلال الرحلة سبل تحقيق “سلام وأمن دائمين لإسرائيل”.
“قال كل الشركاء الذين التقيت بهم في هذه الرحلة إنهم على استعداد لدعم حل دائم ينهي دائرة العنف المستمرة منذ فترة طويلة ويضمن أمن إسرائيل. لكنهم أكدوا أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نهج إقليمي يتضمن طريقا إلى دولة فلسطينية”.
ومضى يقول إن السلطة الفلسطينية تتحمل أيضا مسؤولية إصلاح نفسها وتحسين حكمها، وهي قضية ورد أنه ناقشها خلال الاجتماع مع عباس.
وفي إضافة إلى الجولة في اللحظة الأخيرة، توجه بلينكن إلى البحرين، حيث سيجري محادثات مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حول الآثار الإقليمية للحرب بين إسرائيل وحماس وسبل منع التصعيد.
وانضمت البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، إلى تحالف من 10 دول شكلته الولايات المتحدة الشهر الماضي لحماية حركة المرور التجارية في البحر الأحمر من هجمات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الأربعاء، إنها عملت مع القوات البريطانية لإسقاط 21 طائرة مسيرة وصواريخ أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه جنوب البحر الأحمر، حيث كانت تمر عشرات السفن التجارية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في منشور على موقع X إنه تم إسقاط 18 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخ باليستي مضاد للسفن ليلة الثلاثاء في “هجوم معقد”. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن هذا كان “الهجوم الأكبر والأكثر تعقيدا” الذي شنه الحوثيون في الأشهر الأخيرة.
ومن المقرر أن يزور بلينكن مصر بعد ذلك، حيث سيلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي.
في هذه الأثناء، من المتوقع أن يلتقي السيسي وعباس في مدينة العقبة الساحلية على البحر الأحمر بالأردن في وقت لاحق من يوم الأربعاء لحضور قمة دعا إليها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث “التطورات الخطيرة في غزة”، بحسب بيان أردني.
قالت مصادر مصرية لـ”العربي الجديد”، الأربعاء، إن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى وصل إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن احتمال إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة.
وكانت المحادثات قد توقفت منذ مقتل زعيم حماس صالح العاروري الأسبوع الماضي في بيروت فيما يعتقد على نطاق واسع أنها غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار.
