اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء الجيش اللبناني والسلطات في قبرص المجاورة بالعمل معا لإبقاء اللاجئين بعيدا عن أوروبا وترحيلهم إلى سوريا التي مزقتها الحرب.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان أصدرته في تقريرها إن الجيش اللبناني اعترض لاجئين سوريين كانوا يحاولون المغادرة بالقوارب “وأعادهم وطردهم إلى سوريا على الفور”.
وفي الوقت نفسه، قامت قوات الأمن القبرصية، بما في ذلك خفر السواحل، “بإعادة السوريين الذين وصلت قواربهم إلى قبرص إلى لبنان، دون مراعاة وضعهم كلاجئين أو خطر ترحيلهم إلى سوريا”، بحسب المنظمة.
وأضافت أن “العديد من الذين أعادتهم قبرص إلى لبنان طردهم الجيش اللبناني على الفور إلى سوريا”.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، رفض الجيش اللبناني الرد، فيما لم يتسن الحصول على تعليق من الحكومة القبرصية.
ويقول لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة منذ أواخر عام 2019، إنه يستضيف نحو مليوني سوري، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم للفرد، مع تسجيل أكثر من 774 ألف لاجئ لدى الأمم المتحدة.
تقع جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط على بعد أقل من 200 كيلومتر (125 ميلاً) من السواحل اللبنانية والسورية، وكانت منذ فترة طويلة طريقًا للاجئين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا.
وفي مايو/أيار الماضي، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم مساعدات بقيمة مليار دولار للبنان للمساعدة في وقف الهجرة غير النظامية إلى الاتحاد.
وقالت ناديا هاردمان من هيومن رايتس ووتش في البيان إن لبنان ينتهك “الحظر الأساسي المفروض على إعادة اللاجئ لمواجهة الاضطهاد، بينما يساعد الاتحاد الأوروبي في دفع الفواتير”.
وأضافت أن “قبرص تنتهك هذا الحظر أيضاً من خلال إعادة اللاجئين إلى لبنان حيث يواجهون خطر الإرسال إلى سوريا”.
وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو لـ هيومن رايتس ووتش إن “قبرص ولبنان جددا في عام 2020 اتفاقهما المتبادل” بشأن المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر من لبنان.
وقال بحسب تقرير المجموعة: “كانت هناك عدة حالات تم فيها اعتراض قوارب وإعادتها إلى لبنان لمزيد من الإدارة، احتراماً لاتفاقنا”.
قالت المديرية العامة للأمن العام اللبناني لـ هيومن رايتس ووتش إن أي “طرد أو ترحيل” للسوريين أو المهاجرين الآخرين من قبل قبرص كان متورطاً فيه “كان خاضعاً لمعايير القانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الجيش اللبناني لم يستجب لطلبات التعليق على النتائج التي توصلت إليها، وقالت القوة لوكالة فرانس برس إنها رفضت التعليق.
اندلعت الحرب في سوريا في عام 2011 بعد أن قمعت الحكومة الاحتجاجات السلمية المؤيدة للديمقراطية، مما أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح حوالي نصف سكان ما قبل الحرب.
وفي مايو/أيار الماضي، قالت قبرص إنها من بين ثمانية على الأقل من أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يريدون إعلان ما يسمى بالمناطق الآمنة في أجزاء من سوريا.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا من أن سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين.
