قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس إن العالم أضاف 50 بالمئة من قدراته في مجال الطاقة المتجددة في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، لكن هناك حاجة إلى المزيد في المعركة ضد تغير المناخ.
وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس إن هذه الزيادة هي أسرع معدل نمو في العقدين الماضيين والعام الثاني والعشرين على التوالي الذي تسجل فيه إضافات الطاقة المتجددة رقما قياسيا جديدا.
وكان هذا الارتفاع مدفوعا بالصين، أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على كوكب الأرض، ولكن أيضا ما تسميه وكالة الطاقة الدولية “قوة الطاقة المتجددة في العالم”.
إن توسيع نطاق نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع مع تقليص استخدام الوقود الأحفوري أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف الحد من الانحباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم ليس في طريقه للوصول إلى هدف مضاعفة القدرة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وهو الهدف الذي اتفقت عليه حوالي 200 دولة في قمة المناخ COP28 التي عقدتها الأمم المتحدة في دبي الشهر الماضي.
كما دعت اتفاقية COP28 إلى “الانتقال” من الوقود الأحفوري، ولكن دون تحديد جدول زمني وأقل من “التخلص التدريجي” الذي طالبت به العديد من الدول ولكن عارضته شركة النفط العملاقة المملكة العربية السعودية.
ومن المتوقع أن تزيد القدرة العالمية للطاقة المتجددة 2.5 مرة عن مستويات 2022 بحلول نهاية العقد، حسبما جاء في التقرير السنوي للوكالة عن القطاع.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: “لا يكفي حتى الآن الوصول إلى هدف COP28 المتمثل في مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، لكننا نقترب أكثر – والحكومات لديها الأدوات اللازمة لسد الفجوة”.
وقال بيرول إن ألواح طاقة الرياح والطاقة الشمسية البرية أقل تكلفة الآن من محطات الوقود الأحفوري في معظم البلدان.
وقال “إن التحدي الأهم الذي يواجه المجتمع الدولي هو زيادة التمويل ونشر مصادر الطاقة المتجددة بسرعة في معظم الاقتصادات الناشئة والنامية”.
وأضاف بيرول: “النجاح في تحقيق الهدف الثلاثي سيتوقف على هذا”.
– أعلى مستوياتها على الإطلاق –
وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للدول المتقدمة بشأن سياسة الطاقة، إن القدرة المتجددة وصلت إلى ما يقرب من 510 جيجاوات العام الماضي، وتمثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية ثلاثة أرباع الإضافات في جميع أنحاء العالم.
قامت الصين بتشغيل الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العام الماضي بقدر ما فعل العالم كله في عام 2022، في حين ارتفعت إضافات طاقة الرياح في البلاد بنسبة 66 في المائة على أساس سنوي.
وقالت هيئة مراقبة الطاقة إن الزيادات في أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل “بلغت أيضًا أعلى مستوياتها على الإطلاق”.
وانخفضت أسعار أجهزة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 50 بالمائة في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه من المتوقع أن تنخفض التكاليف بشكل أكبر حيث من المتوقع أن تتجاوز الطاقة التصنيعية العالمية الطلب بشكل كبير بحلول نهاية عام 2024.
وقال التقرير إن صناعة طاقة الرياح تواجه “بيئة أكثر صعوبة بسبب مزيج من التعطيل المستمر لسلسلة التوريد وارتفاع التكاليف والجداول الزمنية الطويلة المسموح بها”.
– ‘ليس بالسرعة الكافية’ –
وقال ديف جونز، مدير برنامج الرؤى العالمية في مركز إمبر للأبحاث، إن نمو القطاع بحلول عام 2023 “يوضح أن مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات أمر يمكن تحقيقه تماما”.
وقال جونز: “إننا نسير بشكل متزايد على المسار الصحيح، ليس فقط للوصول إلى ذروة استخدام الوقود الأحفوري هذا العقد، ولكن أيضًا لتحقيق انخفاضات كبيرة في استخدام الوقود الأحفوري”.
وأضاف أن “2024 سيكون العام الذي تتحول فيه مصادر الطاقة المتجددة من مصدر إزعاج لصناعة الوقود الأحفوري إلى تهديد وجودي”.
وقال دين كوبر، مسؤول الطاقة العالمية في الصندوق العالمي للطبيعة، إن توليد الطاقة المتجددة يتزايد “بسرعة ولكن ليس بالسرعة الكافية”.
وقال: “لن نتمكن من تجنب كارثة مناخية بينما يستمر حرق الوقود الأحفوري”.
وقال “أولئك الذين يريدون أن يروا كوكبا صالحا للعيش عليهم أن يزيدوا الضغط على حكومتهم لتحويل الأقوال إلى أفعال من خلال مطالبتهم بتحويل أنظمة الطاقة الخاصة بهم بشكل عاجل”.
