Connect with us

Hi, what are you looking for?

اخر الاخبار

تحاول حركة النهضة التونسية، التي تعاني من عزلة متزايدة، تغيير اسمها

تونس –

في الوقت الذي ترزح فيه حركة النهضة التونسية تحت وطأة الضغوط الشعبية والعزلة المستمرة، لم يستبعد الأمين العام للحركة الإسلامية العجمي اللوريمي تغيير اسم الحزب ومجلس الشورى فيه، سعيا للتخلص من كل ما يشير إلى ارتباط الحركة بالحزب. الإسلام السياسي، في محاولة لإقناع التونسيين بأن حزب النهضة قد يتحول في نهاية المطاف إلى حزب علماني.

وينظر إلى قرار تغيير اسمها على أنه محاولة للتخلص من عبء ماضيها، ولا سيما فشل الحكومات السابقة التي شكلتها حركة النهضة في الغالب وسيطرت عليها.

ويتفق الخبراء على أن الحزب الإسلامي يعاني في الآونة الأخيرة من صورة مشوهة مرتبطة بما أصبح التونسيون يصفونه بـ “العقد الأسود”، في إشارة إلى عشر سنوات من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تورطت فيها البلاد. بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011.

ويقول مراقبون إن تغيير اسم حزب النهضة لن يؤثر على جوهر الحزب ولا على أجندته السياسية. لكن من خلال هذه الخطوة، تسعى الحركة إلى استرضاء السلطات المحلية والاندماج في المعارضة العلمانية.

وقالت أوساط سياسية قريبة من حزب النهضة إن تغيير الاسم هو مناورة لمعالجة مجموعة من القضايا. ويقولون إن حزب النهضة يريد تخفيف الضغوط التي تمارسها السلطات ووسائل الإعلام والنقابات والجمهور التونسي، الذين يواصلون تحميل الإسلاميين مسؤولية الأزمة الاقتصادية الحالية في البلاد.

ويحاول حزب النهضة أيضًا معالجة الخلاف الداخلي المتزايد داخل صفوفه، حيث يريد البراجماتيون بذل قصارى جهدهم لاسترضاء السلطات، وتجنب المواجهة الأمنية والقضائية، بينما يدعو آخرون، ولا سيما أولئك الذين يناصرون رئيس الحركة المسجون راشد الغنوشي، إلى المواجهة. .

وفي حين يعتقد بعض المقربين من حزب النهضة أن السلطات وساسة آخرين غير مبالين بأي إعادة تسمية، فقد أثارت الفكرة انقسامًا داخليًا غاضبًا حول كيفية استعادة حظوظ الحزب.

ويعتقد فصيل أغلبي داخل الحركة أن تغيير الاسم سيضع حدا لعهد الغنوشي. وهذا من شأنه أن يخفف المواجهة مع السلطات ويتجنب رئاسة الغنوشي لحزب النهضة، والتي استمرت طوال حياته، والتي تم تمريرها، بشكل غير ديمقراطي، في مؤتمر الحزب في مواجهة المعارضة.

وإذا حدث ذلك فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي تغير فيها الحركة عنوانها. وفي يونيو 1981، أصبحت الجماعة الإسلامية آنذاك حركة الاتجاه الإسلامي. ثم في فبراير/شباط 1989، غيرت اسمها مرة أخرى لتصبح حركة النهضة، في إطار خطة لدفع نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي للاعتراف بها كحزب سياسي قانوني.

وعلى مدى نصف قرن، فشلت حركة النهضة، بمسمياتها المختلفة، في إقناع التونسيين بأنها حزب علماني وليس حزبا إخوانيا دينيا.

وفشلت الحركة في تجاوز شكوك المجتمع الذي بقي ملتزما بقيم الدولة الوطنية التي أسسها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وخاصة قانون الأسرة (مجلة الأحوال الشخصية) الذي يمنع تعدد الزوجات ويعاقب على الطلاق وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية. القانون المدني.

وقال رئيس الائتلاف الوطني التونسي ناجي جلول، إن “حركة النهضة اضطرت في السابق إلى اختيار اسمها الحالي، وهي مضطرة حاليا إلى تغييره”. ومن المؤسف أن مشكلة حركة النهضة حتى يومنا هذا هي أنها لم تتخلص من الأيديولوجيا التي هي أصل مشاكلها”.

وقال جلول، وزير التربية والتعليم السابق، لصحيفة “العرب ويكلي” إن حركة النهضة “يجب أن تجرؤ على مواصلة التجديد الفكري، وهي لم تفهم حتى يومنا هذا أن السياسة هي أفكار”. بل كان يناور باستمرار، لأن صعود الحزب بدأ بالمناورة والخطاب المزدوج، وفشل في التخلص من الخداع”.

ويرى مراقبون أن حركة النهضة، التي اختفت من الساحة بشكل شبه كامل، تأمل أن يؤدي تغيير اسمها إلى إعادتها إلى دائرة الضوء إعلاميا. وقد تعطلت أنشطتها منذ اعتقال الغنوشي، إلى حد أنها فشلت حتى في استغلال الصراع الفلسطيني المستمر بين جماعة الإخوان المسلمين الإسلامية حماس وإسرائيل.

وقال المحلل السياسي التونسي نبيل ربحي إن “الحركة غيرت اسمها سابقا من حركة الاتجاه الإسلامي إلى حركة النهضة، واليوم قد ترغب قيادات الحزب في إعادة تسميتها بتغيير الاسم، خاصة بعد أن طردهم الشعب من السلطة”. زعيم الحركة راشد الغنوشي موجود الآن في السجن، لكنه لم يحصل على أي دعم شعبي.

وقال لصحيفة “العرب ويكلي” إن قادة النهضة “أدركوا اليوم أنه يجب عليهم فصل الإسلام عن السياسة، وهذه الخطوة متأخرة جداً. ويريد العجمي اللوريمي من خلال اقتراح هذا التغيير طمس ذاكرة العشرية السوداء، ويرى أن تغيير الاسم سيغير نظرة التونسيين إلى الحركة، وهذه في الواقع محاولة يائسة.

ويواجه حزب النهضة حاليا وضعا معقدا يهدد وجوده ذاته، مع احتجاز الغنوشي وعدد من القادة البارزين الآخرين لعدة أشهر.

وأوضح اللوريمي الذي تم تعيينه مؤخرا في منصبه، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، أن “تغيير اسم النهضة ممكن، وقد تم طرح هذا الأمر داخل لجنة إعداد المحتوى”. لكنه أشار إلى أنه لا يوجد سبب لاتخاذ هذه الخطوة قبل تنظيم المؤتمر المقبل للحزب.

وليس من الواضح متى وكيف سيتم تنظيم ذلك المؤتمر في ظل الإغلاق الذي تفرضه السلطات على مكاتب الحزب، بما في ذلك مقره الرئيسي في العاصمة، منذ أبريل 2023.

كما قال اللورمي إنه من المرجح تغيير اسم “مجلس الشورى”، أعلى هيئة في الحزب، إلى “المجلس الوطني”.

وأضاف الأمين العام لحركة النهضة أن هذه الفكرة “تبدو اليوم أكثر انسجاما مع التوجهات الجديدة للحزب كحزب يبحث عن القواسم المشتركة مع القوى الديمقراطية والمدنية”.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الخليج

هطلت أمطار متوسطة على دبي بعد ظهر يوم الاثنين، كما شهدت بعض أجزاء الإمارات هطول أمطار غزيرة وبعض حبات البرد. أصدر المركز الوطني للأرصاد...

دولي

لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27...

اقتصاد

يعمل Asher Guillen على تجميعات الأشرطة لمنطقة سقف الشحن لطائرة Boeing 777 النفاثة في شركة Pathfinder Manufacturing، بالقرب من مصنع Everett للطائرات النفاثة ذات...

رياضة

أنيس أكبر في دبي كارتدروم. — تصوير عادل يوسف لطالما فتنت العجلات أنيس أكبر، سائق السباق الواعد البالغ من العمر 15 عاماً في دبي....

منوعات

من بين كل الأشياء المبهجة التي نحتفل بها في الحياة، فإن الاحتفال بأنفسنا ورفاهيتنا، سواء كانت صحتنا العقلية أو العاطفية أو الجسدية، يتم التراجع...

اخر الاخبار

الرباط – بهدف تحديث القدرات التشغيلية للقوات المسلحة الملكية، تعاون المغرب مع شركة TATA Advanced Systems Limited (TASL)، وهي شركة تابعة لمجموعة Tata، لإنتاج...

الخليج

رفضت محكمة النقض في دبي يوم الاثنين دعوى قضائية بقيمة 100 مليون دولار ضد شركة ألعاب فيديو أمريكية، في قضية معقدة تتعلق بحقوق الطبع...

دولي

ذكرت صحيفة آسيان نيوز إنترناشيونال (ANI) يوم الاثنين أن مكتب التحقيقات المركزي الهندي (CBI) اعتقل 26 شخصًا رئيسيًا متهمين بالتورط في شبكة جرائم إلكترونية...