بقايا محترقة من برج غرينفيل السكني في شمال كنسينجتون، لندن، بريطانيا. وقد ألقي اللوم في الانتشار السريع للحريق على الكسوة الرخيصة القابلة للاشتعال. — رويترز
بعد مرور سبع سنوات، لا يزال شاه أجلاني يتذكر بوضوح المكالمة التي جاءته في منتصف الليل من عمته المنكوبة التي وجدت نفسها محاصرة مع والدته المعوقة في مبنى سكني اجتماعي مكون من 23 طابقا في غرب لندن بعدما اشتعلت فيه النيران.
توفيت امرأتان في أواخر الخمسينيات والستينيات من العمر، إلى جانب 70 آخرين، داخل برج جرينفيل – أعنف حريق سكني في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية وموضوع تحقيق سينشر تقريره النهائي يوم الأربعاء.
وألقي اللوم في الانتشار السريع للحريق على الكسوة الرخيصة القابلة للاشتعال، وأصبح مشهد برج غرينفيل الضخم وهو يحترق، في أحد أغنى مناطق لندن، في يونيو/حزيران 2017، رمزا لعدم المساواة الموجودة في بريطانيا.
ومنذ ذلك الحين، قام الناجون وأسر الضحايا بحملات من أجل إزالة المواد من أبراج سكنية في بريطانيا وفي مختلف أنحاء أوروبا، حيث اندلعت حرائق مماثلة، بما في ذلك في مدينة فالنسيا الإسبانية هذا العام.
وركزت السلطات على هذا الأمر في حين اضطرت إلى التعامل مع الافتقار إلى العدالة، حيث أدى التحقيق إلى تأخير أي إجراءات جنائية. وقالت الشرطة في مايو/أيار إن أي اتهامات لن يتم الإعلان عنها حتى أواخر عام 2026، وقد يواجه المشتبه بهم المحاكمة في عام 2027 فقط، بعد عقد من الزمان من الحريق.
وقال أغلاني (55 عاما) وهو يقف أمام جدارية زاهية الألوان قرب البرج تحمل رسالة “الحقيقة لن تُخفى” “من المؤلم للغاية بالنسبة لنا، نحن الذين فقدنا أحد أحبائنا، أن نرى موتهم يذهب سدى. هذا في الواقع يمنعنا من الوصول إلى خاتمة”.
ومن المتوقع أن يقدم تقرير الأربعاء إجابات على اختيار مواد الكسوة المستخدمة في تجديد البرج في عام 2016 الذي نفذه مجلس كينسينجتون وتشيلسي، المنطقة اللندنية التي يقع فيها المبنى.
وكان من بين الشهود ممثلون عن المهندسين المعماريين والمقاولين والمقاولين من الباطن الذين نفذوا أعمال التجديد، بالإضافة إلى صناع وبائعي الكسوة.
وقالت الحكومة إن التحقيق سيكشف حقيقة ما حدث، وسيحقق العدالة للمجتمع.
وقد أثار الحريق غضبًا واسع النطاق في بريطانيا، وتم حظر الكسوة المصنوعة من مادة الألومنيوم المركبة شديدة الاشتعال. كما اتخذت الحكومة المحافظة السابقة إجراءات لإزالة واستبدال الألواح المصنوعة من مادة الألومنيوم المركبة الحالية، والتي تستخدم البولي إيثيلين في قلبها، لكن التقدم كان محدودًا.
وبحلول يوليو/تموز 2024، كان هناك 4630 مبنى يبلغ ارتفاعها 11 متراً أو أعلى لا تزال تحتوي على كسوة غير آمنة، مع عدم بدء أعمال الإصلاح على نصفها بعد، حسبما أظهرت بيانات حكومية.
قالت أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء في حكومة حزب العمال الجديدة، إنه يتعين على المسؤولين التحرك بشكل أسرع بعد أن اجتاح حريق مبنى متعدد الطوابق في شرق لندن الأسبوع الماضي.
وقال جييرمو راين، أستاذ علوم الحرائق في إمبريال كوليدج لندن، إن العالم بحاجة إلى التعلم من حريق برج جرينفيل، حيث كانت المملكة المتحدة هي الدولة الوحيدة التي حددت المباني التي تستخدم الكسوة المصنوعة من مادة ACM، وهو ما لا يريد العديد من الآخرين معرفته.
دعت مجموعة غرينفيل أقرب أقرباء برج لندن إلى فرض حظر عالمي على الكسوة غير الآمنة في أعقاب الحريق الذي اندلع في مبنى سكني في فالنسيا، والذي أسفر عن مقتل 10 أشخاص.
وأضاف راين أن الملاحقات الجنائية ستكون بمثابة تحذير لقطاع البناء.
وقالت كيميا زابيهيان، من مجموعة غرينفيل أقرب الأقارب، إن التحقيق من شأنه أن يقدم معلومات قيمة للغاية، لكنه أخر تحقيق العدالة.
وقالت “إن هذا الأمر أعاق بالفعل الملاحقة الجنائية”، مشيرة إلى أن التحقيق ينظر في الحقائق وأسباب الحادث ويقدم في كثير من الأحيان توصيات قوية، لكنه ليس محكمة جنائية.
وقال أغلاني إنه ينفد من طاقته للقتال من أجل تحقيق العدالة لوالدته وخالته، لكنه لا يزال يأمل في أن لا “تخفف السلطات من حدة الملاحقة القضائية” عندما يحين الوقت.
وأعربت المقيمة المحلية مارسيا روبنسون، التي تدير “حدائق الأمل”، وهي مساحة مجتمعية تعمل كموقع تذكاري لضحايا غرينفيل، عن المخاوف نفسها: “إن أول شيء طالب به الجميع لا يزال قائما: المساءلة”.
لكنها قالت إن أكثر من مجرد رؤية المشتبه بهم في المحكمة أرادت أن تعرف أننا “الآن في منطقة لن يحدث ذلك فيها مرة أخرى”.
